المسؤولية
قال مرة فاتت واحدة فقيرة على كنيسة، وكان معها فلس وكانت محتاجة لهذا الفلس، ولكن رغم هيك ولإيمانها تبرعت فيه بالكنيسة.
المسيح قال عنها انها احسن من غيرها لأنو رغم انها حطت فلس واحد، لكنها تبرعت بكل شي بتملكو.
كل شغلة الله بيرزقنا اياها، نحنا مسؤولين عنها وواجبنا انو نتصرف فيها صح وننفع فيها يلي حوالينا. كل شي غير هيك ما هو مسيحي وما هو من المسيح يلي بذل نفسو من أجلنا.
لهيك أنا بعرف: انو كل شي الله رزقني اياه، هذا مسؤولية عليي، ومن واجبي اني اتصرف فيه صح.
تطلعوا على العقلية المنتشرة اليوم و يلي عم ينشرها الفيسبوك مثلا: عم يقولوا: ابلعوا قد ما بتحسنوا. خذوا من الدنية قد ما بتحسنوا. تمتعوا بالمادة، بالأكل والشرب والاستهلاك يلي ما بينتهي.
ولكن ما بقولوا للعالم انو مسؤوليتكم قد الشغلات يلي بتاخذوها وبتستهلكوها.
ما بقولولهم انو: إذا معكم ألف، مسؤوليتكم بألف. وإذا معكم مليون، مسؤوليتكم بمليون.
لهذا السبب الفقير لازم يكون أكتر واحد مرتاح، ويلي معو قرش مهموم. ولكن هم بقولوا العكس.
ما بقولولهم كلام الله. بقولولهم بس الكلام يلي بجيب للفيسبوك وشركة أبل مربح. بقولوهم استهلكوا أيفوناتنا ومنتجاتنا.
لهذا السبب، بفكروا العالم الفقيرة انهم إذا ماكان معهم أيفون فهم ما بيسوا شي، وهيك بينتشر الفساد، فساد الأخلاق وفساد النفوس.
* * * * * * *
"إن الله محبة، فمن أقام في المحبة، أقام في الله، وأقام الله فيه" (1 يو 4-16)
والمحبة تقضي أن نبذل أنفسنا لأجل غيرنا، لا أن ننقص من غيرنا، بل أن نزيد منهم.
قال المسيح: إن مملكتي ليست من هذا العالم. لهيك طبيعي أن يكون ما هو من الله يتعارض مع ما هو مادي وأرضي.
Update on Aug. 3rd:
يوجد مثل قالو يسوع: واحد أخذ خمس وزنات، ورجّعها عشرة وانبسط السيّد تبعو، وواحد تاني أخذ وزنة واحدة ولكنو رجّعها متل ما هي، وقتيها قلّو سيّدو: مو كان أحسن لو عطيتها للصيارفة؟ (متى 24: 19)
شو معنى هذا المثل؟ معناه أنو إذا الله رزقنا وزنة، فمسؤوليتنا بوزنة، وإذا الله رزقنا عشر وزنات، فمسؤوليتنا بعشر وزنات.
إذا الله رزق واحد، ما معناه أنو الله بحب هذا الواحد أكثر مننا. يلي الله رزقو كثير، بكرا بيتحاسب على الكثير، ويلي انعطى قليل بيتحاسب على القليل.
هذا بيعني انو المصاري مو بس حتى نصرفها وننبسط فيها ونصرفها على حالنا ونشوف حالنا فيها على غيرنا. ولكن علينا مسؤولية انو نستخدمها لفعل الخير.
يلي بعلّمو الفيسبوك هو شغلات مادّية مالها قيمة. بعلموا الناس الاستهلاك: بقولولهم خذوا قد مابتحسنوا، وعلى قد ما صار معكم، هالقد بتكونوا مبسوطين. لهيك صار الواحد يفكر حالو أنو إذا ما معو أيفون، صار ما بيسوى، مو عرفانين أنو هذا الأيفون هو مسؤولية بيتحاسبوا عليها. صاروا يفكروا أنو يلي ما معو مصاري، صار واحد ما بيسوى ومالو قيمة.
مو بس هيك، هي الثقافة المادّية بتقول أنو المهم هو القشرة والشغلات الظاهرة، أما الشغلات الباطنة ما حدا بيسأل عليها. لهيك صار الجمال بالنسبة الهم هو بالشكل، مو بالمضمون.
"لأن الرب لا ينظر كما ينظر الانسان، لأن الانسان ينظر إلى العينين وأما الرب فانه ينظر إلى القلب" (صموئيل الأول 16: 7).
إذاً المصاري والشهادات وكل شغلة الله عطانا اياها هي مسؤولية، ومن واجبنا انو نستخدمها لفعل الخير. هذا بعكس العقليّة المادّية الغربية يلي بتتمحور حول النفس ويلي بتقول: استريحي وكلي واشربي وتنعّمي يا نفسي.
لوقا 12: 22 "ثم قال لتلاميذه: لهذا أقول لكم: لا تهتموا لحياتكم بما تأكلون، ولا لأجسادكم بما تلبسون: فإن الحياة أعظم من الطعام، والجسد أعظم من اللباس."
* * * * * * *
طبعا أنا عم حاول فسّر الانحلال الأخلاقي يلي عم ينتشر ويساهم بنشرو الفيسبوك وغيرو، وعم دافع عن القيم يلي عنّا ياها، خاصّة بالمعرّة. لأنّو إذا مادافعنا عنها، فالفيسبوك لح يمحيها. طوبى للأهالي يلي عم يحموا أولادهم من هذا التيّار المادّي يلي بحطّ النّفس فوق الآخر، وهون بيتعارض مع المحبة يلي علمنا ياها يسوع المسيح. وهذا ما بيعني اني أنا مو عرضة للخطأ. أبداً، وواجبكم انتوا يوم شفتوني عم اغلط انكم تبهوني وما تضلوا ساكتين.
تطلعوا على كثير من شبابنا: صاروا يفكروا انو إذا الواحد ما قلّد الشغلات يلي بشوفها عالفيسبوك، صار مو "متطوّر" ومو "متحضر" وما بيسوى. هذا غلط طبعاً ومن واجبنا نحنا انو نوعّي الصغار حتى ما يضيعوا.