Returning Home
لقد قال الرب: "أنا و الآب واحد." (يوحنا الفصل العاشر والآية ثلاثون 10:30). "والأعمال التي أعملها باسم أبي هي تشهد لي." (يوحنا 10:25).
"إن كنتم قد عرفتموني، فستعرفون الآب أيضاً، بل من الآن تعرفونه و قد رأيتموه." (يوحنا 14:7). "و من رآني فقد رأى الآب." (يوحنا 14:9).
"من كانت عنده وصاياي وحفظها، فهو الذي يحبني، والذي يحبني يحبه أبي، و أنا أحبه وأظهر له ذاتي. إن أحبني أحدٌ يحفظ كلمتي، و أبي يحبه، و إليه نأتي، وعنده نجعل مقامنا." (يوحنا 14:21).
"أنا الكرمة وأنتم الأغصان. من يثبت فيّ وأنا فيه، فهو يأتي بثمر كثير." (يوحنا 15:5).
و بعدين بيعطينا الرب وصيتو، يلي كان يكررها على طول: "هذه وصيّتي: أن يحبَّ بعضكم بعضاً كما أحببتكم أنا.. فما أوصيكم به إذن، هو أن يحبّ بعضكم بعضاً." (يوحنا 15:12).
يسوع المسيح هو الصورة الحقيقية لالله: صورة المحبة والرحمة والشفقة. متل ما يسوع كان يرحم العالم، هيك الله بحب يلي بحبوه وما بيتركهم. كل أعمال يسوع كانت أعمال محبة صرفة، افتحوا الانجيل و شوفوا: مثلاً متل ما قال للزانية: "ولا أنا أحكم عليكِ. إذهبي، ولا تعودي إلى الخطيئة من بعد" (يوحنا 8:11). كان يكون ماشي بطريق سفر، و يخرج عن طريقو حتى يزور قرية لانو بيعرف انو فيها مين بيحتاجو و يروح بنفسو عند خاطئة ويقلها: "لو كنتِ تعرفين من ذا الذي يقول لكِ: أعطيني لأشرب! لكنتِ أنتِ تسألينه فيعطيك ماءً حياً!" (يوحنا 4:10). "ولما قرب من باب المدينة، إذا ميت يشيَّع، وهو ابنٌ وحيدٌ لأمه التي كانت أرملة. فلما رآها الرب تحنن عليها و قال لها: لا تبكي. ثم دنا ولمس النعش، فاستوى الميت و شرع يتكلم." (لوقا 7:12).
إذاً، بأي ضمير، و بأي قلب و بأي أخلاق، الواحد بدو يدعي ايمانو بالمسيح، من غير ما يسلك الدرب يلي رسمو المسيح؟
شلون الواحد بدو يشوف بلدو عم ياكلها يلي بسمّوه (فساد)، وهو عم يبرّي نفسو و يقول: أنا مادخلني، فخّار يكسر بعضو. أنا المهم عايش عيشة مرتاحة. أنا بقلكم انو هي العيشة المرتاحة هي ذروة العيشة الأنانية: يا نفسي.
صرلي أربع سنين و نصف في الغربة، و اقامتي طول هذه الفترة كانت اقامة انا كنت مجبر عليها بسبب الخدمة العسكرية. و لكن و بمشيئة الرب، ما عدت مجبر على الخدمة العسكرية. هذا بيعني أني لم أعد مجبرا على الاقامة في الغربة. و أولى و أبدى فيي اني ارجع لأجل بلدي و أهل بلدي. ارجع ليس لأجل لمصلحتي فقط، و لكن مصلحة الجميع.
إذاً ليش ما بترك كل شي هلق و برجع؟ هذا لاني عم ادرس، و هذا الدرس ما بعتبرو لمصلحتي فقط، ولكن لمصلحة بلدي. الشهادة أداة، متل المصاري، متل السكين أو أي أداة تانية: سلاح بيستخدمو الواحد إما للخير أو للشر. لهيك أنا ما بعتبر اني عم أدرس لأجل نفسي، و لكن عم ادرس و حصّل قد ما بحسن من العلم لأجل بلدي وأهل بلدي.
يقول الرب: "قد جعت ولم تطعموني، وعطشت فلم تسقوني، وكنت غريباً فلم تؤووني، وعريانا فلم تكسوني، وكنت مريضا ومحبوسا فلم تزوروني.. الحق أقول لكم: إنّ كلّ ما لم تصنعوه إلى أحد هؤلاء الصغار، فإليّ لم تصنعوه" (متى 25:35).
لهذا السبب، عدا عن دراستي، ما في شيء آخر جابرني اني ضل بالغربة. واجبي الأخلاقي، و ضميري يقضي بأن أرجع لمن هم بحاجتي، وأن لا أترك من أوصانا بهم المسيح: الفقراء والمساكين. أما لو كان بدي قول: أنا ما دخلني وأنا ما خصني، فعندها يكون سلوكي سلوك أناني بامتياز، ووقتها بكون عم عيش ذروة الحياة المادية، حياة النفس والأنانية المطلقة، هي العيشة السهلة يلي ما بشرّفني اني عيشها. الله أنعم عليي بكثير شغلات، لهيك بأي ضمير بدي اترك هذا كلّو وروح عيش وحدي مغترب؟ ومنشان شو؟ منشان مادة: مصاري. تفوووه عالمصاري.
المسيح نزل من السما، الله بنفسو تجسد و نزل من السما حتى يشفي المرضى ويساعد المحتاجين. انا مين حتى فكر نفسي افضل من المسيح، واهرب وقول: أنا مادخلني؟ إن كنت كذلك، فكما يقول بولس الرسول: "ولو كان لي الإيمان كله حتى لأنقل الجبال، ولم تكن فيَّ المحبة، فلست بشيء." (كور1 13:2).