المصاري
إذا كنتوا بتحبّوني، بتقرأوا كلامي، وإذا عجبكم كلامي فبصير من واجبكم انكم تعملوا فيه، وإذا ما عجبكم، فمن واجبكم انكم تدلوني على الصح وتقولولي: يا الياس، انت غلطت هون وهون، ولازم تصحح غلطك اليوم قبل بكرا.
لا تقولوا متل بعضها نحنا مو فارقة معنا، ولكن اعملوا الصح لأجل أولادكم وأولاد غيركم. وإذا كنت أنا غلط، فارفضوني وابزقوا بخلقتي. أنا مالح اقبل بأقل من هيك.
* * * * * *
يسوع المسيح لما كان عالصليب، تطلّع بالسّما وقال: "يا أبتا، اغفر لهم لأنهم لا يعرفون ماذا يفعلون" (لوقا فصل23 اية34).
يا ترى مين كان بيقصد المسيح؟ الاغلب انو المسيح كان بيقصد يهوذا يلي باعو بثلاثين ليرة فضة، والكهنة يلي طالبوا بصلب يسوع خوفا من انهم يخسروا سلطتهم.
يعني يلي كان عم يقوله المسيح هو: انو يلي راكدين خلف المصاري والسلطة ما بيعرفوا شو عم يعملوا، لأنو معنى الدنية ماهو السلطة والمصاري، ماهو على الأرض.
برهن يسوع على هذا الشي بقيامتو، وهذا هو أساس وركن إيماننا كمسيحيين. يقول بولس الرسول: "وإن كان المسيح لم يقُم، فكِرازتنا إذن باطلة، وإيمانكم أيضاً باطل" (رسالة بولس الأولى إلى الكورنثيين فصل 15 اية14).
الحقيقة اني ماعم احكي هيك بناءا على كلام الانجيل فقط. أنا ماني مآمن فيه لاني ورثتو، ولكن القيامة هي حقيقة تاريخية لا يمكن نكرانها (حسب المؤرخ N.T. Wright)، يلي أثبت ببحوثو أنو الله كشف نفسو بشخص يسوع المسيح. شي مرة بحكيلكم عن هذا الشي.
على كل حال:
إذا اتفقتوا معي على هذا الكلام، فهذا بيعني انكم متفقين على انو الواحد مالازم يركد خلف السلطة والمصاري فقط لأجل السلطة والمصاري، وفقط حتى نرضي غرورنا وكبريائنا ونشوف حالنا على غيرنا. ولكن إذا ركدنا خلف المصاري، لازم نعمل هيك لأنو بدنا ننفع غيرنا، متل ما الأب والأم بيركدوا خلف القرش مو في سبيل القرش نفسو، ولكن في سبيل انهم يطعموا ويعلموا أولادهم، ولنفس السبب أنا عم أدرس: مو لأجل نفسي، ولكن لأجل الجميع. بغير هيك اسم الله ما بيتمجد. فليتمجد اسم الرب في كل حين.
* * * * * *
حسب هذا الفكر المسيحي، فقيمة العالم ما هي بالشغلات يلي بتملكها، يعني مصاري أو شهادات، ولا بالشغلات يلي بتستهلكها، يعني موبايلات وسيارات وبيوت وأكل وشرب، ولكن قيمة العالم بأخلاقها وتصرفاتها وشلون بتعامل غيرها. قيمة الواحد بتجي من الشغلات يلي بيعطيها، مو الشغلات يلي بياخذها.
يعني أنا مثلاً، مابترتفع قيمتي إذا سقت مارسيدس G Class. أو حملت أيفون 15TFN (بعد عشر سنين بدهم يصيروا يسمّوا الأيفون أسماء فخمة متل هي حتى يضحكوا على العالم ويسرقوا مصاريهم ويستعمرونا). ولكن أنا، بترتفع قيمتي إذا كنت قادر اني عيل عيلتي، وعيلة محتاجة مثلاً. أو اني ادفع تكلفة حدا مريض مثلاً. أو اني ادفع تكاليف مدرسة ابن أو ابنة حدا فقير مثلاً.
وين نحنا من هذا؟ قلائل يلي بيعملوا هيك. ولكن يلي بيعملوا هيك الله ما بينساهم.
صار هدف الشب اليوم، انو يصير مليونير، ويسوق سيارة فخمة، ويحمل موبايل فخم، ويدخن سيغارة فخمة، يا أخي عيشة فخامة بفخافة. هذا أهم شي بالدنية شو بدنا بهالحكي. هذا هدفهم بالحياة: الفخامة. أو بمصطلح تاني: الاستهلاك. صاروا يفكروا انو قيمة الواحد اليوم هو انو ياخذ أكثر مما يعطي. باختصار هي النظرة الغلط للمصاري.
يسوع المسيح عاش حياة متواضعة وما أخذ غير قليل، وشو عطى؟ عطى حياتو على الصليب. وهو نفسو قال: "إنكم مجّاناً أخذتم فمجاناً أعطوا. لا تحملوا ذهباً، ولا فضةً، ولا نحاساً في همايينكم، ولا مزوداً للطريق، ولا قبائين، ولا نعلين، ولا عصاً: فإن للعامل الحقَّ على طعامه." (متى فصل 10 اية 8-10). كمان قال: "بع كل ما تملك ووزعه على الفقراء، فيكون لك كنزٌ في السماء، ثم تعال اتبعني" (لوقا فصل 18 اية 22).
إذا آمنا بالمسيح، فما لازم نخاف ونهكل هم المصاري، يسوع بقول: "أما يباع عصفوران بفلس؟ ومع ذلك لا يسقط واحد منهما على الأرض بمعزل عن أبيكم. أمّا أنتم فحتى شعر رؤوسكم كله محصى. فلا تخافوا: فإنكم أنتم أكرم من العصافير كلها." (متى فصل 10 اية 29-31).
* * * * * *
من ناحية ثانية، يلي معو مصاري، متل يلي حامل شهادة، متل يلي حامل سلاح، عليه مسؤولية هي الأداة يلي معو ياها، ولازم يتحمل مسؤوليتها ويتصرف فيها صح: يستخدمها لفعل الخير.
شو هو الصح؟ الصح هو انو نستخدم هي الشغلات لخير الجميع، مو بس حتى نرضي أنفسنا و شهواتنا.
إذا ما كنتوا بتعرفوني فاعرفوني: ذهب الدنية كلها ما بيعنيني شي. قيمة العالم ماهي بممتلكاتها، ولكن بقلوبها. يقول العهد القديم: "لأن الانسان ينظر إلى العينين وأما الربُّ فانه ينظر إلى القلب" (صموئيل الأول فصل 16 اية 7). لهيك لا تنغروا، ولا تخلوا المظاهر تخدعكم منشان الله.
العظمة لله و المجد كلو لله. ما حدا أحسن من حدا. وأنا مو أحسن من غيري.